والان سنلقي الضوء على احد قرى قضاء حيفا وهي قرية عين حوض
قرية في سجن الفن
لمحة تاريخية :
الموقع الفلكي :
تقع قرية عين حوض على خط طول 34,98,2 وعلى دائرة عرض 32,7,15
الموقع الجغرافي :
تقع قرية عين حوض إلى الجنوب من مدينة حيفا ، وتبعد عنها حوالي 19 كم ، كما وترتفع 125م عن سطح البحر ، تعتبر قرية المزار وعتليت اقرب قريتين لها ،و قرية عين حوض قرية رائعة الجمال تأخذك بحسنها وجمالها وارتفاعها عن سطح الأرض والبحر وأمواجه المتلاطمة أمامها والغابات المحيطة بكل جهاتها وورودها التي تمتعك بعطرها ورائحتها الذكيه وروعة بساتينها وأشجار الموز الممتدة في سهولها قريبا من ساحل البحر إلى تلتها وتتذوق خروبها فتجد فيه متعة ولذه لا تنساها وكلما ابتعدت عنها تظل نفسك تتوق للعودة إليها وكيف لاتتشوق نفسك إلى هذه العودة وحولها الوديان
وهى كما يلى :
- وادي فلاح الذي يفصلها عن طيرة الكرمل ( اللوز)
- ووادي المغر الذي يفصلها عن المزار وكيف تنساها وحولها الخرب الأثرية القديمة التي ما زالت آثارها تشدك إلى الماضي التليد وتذكرك بعراقتها وبشهامة أهلها ومروءاتهم لأنهم قوم لايقبلون السكوت على الضيم ولا النوم على الظلم والاقامة على الجوع ومن الأمثلة على ذلك كانت قد قتلت ابنتهم (آمنة) وأخفيت جثتها في المشحرة ثم كشفها رب العزة حتى يأخذ المجرم نصيبه من العقاب الدنيوي فيفر ويهرب تاركا وراءه كل شيء حتى ذكرياته الجميلة المؤثرة وها أنت تمر بوادي فلاح فتقف مشدوه اللب معجبا بعراق الشيخ سليمان وهو حفيد الشيخ سعيد أبوبكر أبو الهيجاء الكوكباني الذي رسم حدودها بعلامات لا تزول بمرور الزمن وتظل تذكرها ويذكرك التاريخ العريق تظل تذكر الشيخ سليمان وجده الشيخ سعيد في كل جهة من جهاتها .
شمال عين حوض
فمن جهة الشمال يفصلها عن طيرة اللوز ( الكرمل ) عراق الشيخ سليمان
جنوب عين حوض
ومن جهة الجنوب يفصلها عراق آخر شبيه يفصلها عن مزار حيفا
غرب عين حوض
ومن جهة الغرب يفصلها صورة محفورة في الصخرة العالية لمحجانته وعكازته اللتين مر على حفرهما مئات سنين قد تزيد على اربعمائة من السنين وقد مر عليهما العثمانيون فنظروا إليهما بإعجاب وتقدير لصاحبهما ولربما لم يعرفوا من حفرهما ولماذا حفرهما ثم جاء الانجليز فوجدوهما وعبدوا الشارع الممتد من حيفا – الى يافا فكاد الشارع يمر من أطراف صخرتهما فأشفقوا ان يهدموا الصخرة حتى لا يزول الاثر التاريخي فانحرفوا بالشارع الى الشرق مقدرين وللتاريخ محترمين ومحافظين على ذكريات أهل القرية ، وارتبطت حياتهم بها وكيف لا يرتبط أهلها بها واسمها كله من ماء الحياة فالعين أصل حياتهم والحوض مجمع مائهم وسقى مواشيهم ومنها يشربون ويغسلون ثيابهم ويطبخون طعامهم ويسقون نباتاتهم ويروون أشجارهم وهكذا أصبحت القريةبسكانها وحيواناتهاوأشجارها كلها من عين حوض التي منها يسقون ومن حوضها يرتوون فيحمدون ويشكرون ولله يسجدون.
شرق عين حوض
ومن جهة الشرق ( دالية الكرمل|) وهناك صخرة تسمى العراق الأحمر حيث تفصل بين عين حوض ودالية الكرمل .
شمال شرق عين حوض
ومن الجهة الشمالية الشرقية فصلت عين أم الشقف بين أراضيهم وأراضي الدروز وسقوا بساتين التين والليمون واللوز من عين أم الشقف من حيث تجري المياه في الوادي الموصل من الدالية ممتدا الى وادي فلاح فترتفع أغصان اشجارهم المثمرة شاكره لله على كرمه وتخضر اوراقها يانعة اعترافا بنعمة الله عليها وعلى أهلها فأمتلأت أحواضها وتدفقت عيونها اعترافا بجميل الله على الحجر والشجر والغنم والناس فنمت شجيرات الصنوبر والسريس والسنديان والبلوط وطالت قاماتها وعلت اغصانها وغردت أطيارها وعششت نسورها فوق القمم وبنى النحل خلاياه في احضان الاغصان وبين سيقانها التي اشتد قوامها وصلبت عيدانها فبنت الطيور أعشاشها وباضت وفقس بيضها وكبرت افراخها فطارت وحلقت وغردت بأعذب الالحان فإذا سرت بين هذه الاشجار أحسست كأنك تعيش في جنة الله الخالده نعمة منه ومنة منه على مخلوقاته فشكرت الله على نعمائه وحمدت الله على جميل مننه وكريم عطائه . ( )
كانت القرية تنتشر على سفح تل مرتفع وسط المنحدرات الغربية لجبل الكرمل, وتشرف على السهل الساحلي وعلى البحر الأبيض المتوسط. وكانت طريق فرعية, يبلغ طولها نحو كيلومتر, تربط القرية بالطريق العام الساحلي. وكان سكان القرية يعتقدون أن عين حوض أنشأها أبو الهيجا, أحد قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي الكبار, والذي توفي بعد معركة حطين في سنة 1187 .
في سنة 1596 كانت عين حوض قرية في ناحية شفا ( لواء اللجون), وفيها 44 نسمة, وكانت الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت عين حوض قرية صغيرة تقع على طرف نتوء وكان فيها نحو 50 نسمة يزرعون ثلاثة فدادين ( الفدان= 100- 250 دونما) , كان للقرية شكل مستطيل ومنازلها منتشرة في اتجاه شرقي غربي. وكانت المنازل الواقعة وسط القرية, والمبنية في معظمها بالحجارة متقاربة بعضها من بعض. أما المنازل الواقعة بعيدا عن الوسط, فكان بعضها متباعدا عن بعض. وعندما توسعت القرية انقسمت الى حارتين: شرقية وغربية وكان في جوارها عدد من الينابيع, يقع بعضها داخل القرية ذاتها. وكان فيها أيضا مقهى, وديوان يستخدم ملتقى لسكانها, ولا سيما في الشتاء حين تقل متطلبات العمل في الزراعة.
كان سكان القرية من المسلمين لهم مسجد قائم وسطها. وكان لهم أيضا مدرسة ابتدائية للبنين
سبب التسمية
وقد سميت بهذا الاسم نسبتاً إلى الأحواض ( أي مجمع المياه ) ، تتباين وجهات نظر أهالي "عين حوض " حول أصل التسمية لقريتهم، وتعتقد الأكثرية بأن الاسم قديم ويعود إلى مئات
السنين، ويرتبط بوجود نبع في منطقة تسمى "الوسطاني" جنوب شرق مركز البلدة القديمة، وبالقرب من هذا النبع حوض
للماء "كان الأهالي يأخذون الماء من العين ويضعونه في حوض لكي يشربوا منها، وحسب هذا الاعتقاد تكون القرية قد
اكتسبت اسمها من خلال العلاقة من الحوض والنبع فأصبحت تعرف ب"عين الحوض".
ويرى أحد شبان القرية بان اسم البلد يرتبط في موقعها، وهي موجودة على رأس تله وشكلها من بعيد يشبه العين، والمنطقة
حولها تشبه الحوض لهذا سميت "عين الحوض" وذكر أحد السكان أن الاسم يعود نسبة إلى الدير الذي كان موجودا وهو
عرفت أيضا باسم ( قرية الفنانين ) نسبة إلى سكانها الذين هم جمع من الرسامين والنحاتين والخزافين وغيرهم من الذي سكنوها بعد الاحتلال .
بلغت مساحة القرية خمسون دونما ، كما وبلغت مساحة أراضيها 12605 دونمات ، تحيط بها أراضي قرى الطيرة ، والمزار ، دالية الكرمل ، عتليت .
المزارات والمناطق المقدسة :
الأراضي والعقارات الموقوفة على قرية عين حوض :-
1- مقبرة إسلامية / ضمن القرية ، ومساحتها 1 دونم ، الحدود : شمالا : طريق ، جنوبا : طريق ، شرقا : علي عبد اللطيف أبو الهيجاء ، غربا : مسجد القرية ومقام الشيخ محمد .
2- مقبرة إسلامية / جدر القرية ، ومساحتها 5 دونم ، الحدود : شمالا : طريق ، جنوبا : طريق ، شرقا : محمد إبراهيم أبو الهيجاء ، غربا : علي عبد اللطيف أبو الهيجاء .
3- مقبرة إسلامية ( قبور العرب ) ومساحتها 4 دونم ، والحدود : شمالا : محمد إبراهيم أبو الهيجاء ، جنوبا : طريق شرقا : محمد إبراهيم أبو الهيجاء ، غربا : محمود عبد الغني أبو الهيجاء.
4- مقام ولي الله الشيخ مصلح / جدر القرية ومساحته 107 متر مربع ، والحدود: شمالا: حسين نمر العبد الله ، جنوبا : طريق ، شرقا : مطوع سعيد احمد ، غربا : اسعد سعيد إبراهيم أبو الهيجاء .
5- مقام ولي الله الشيخ غريب / جدر القرية ومساحته 90 متر مربع والحدود : شمالا : طريق ، جنوبا مسعود عبد الغني ، شرقا : طريق ، غربا : طريق .
6- ارض وقفية / وقف ذري / وقف أبو الهيجاء ، ومساحتها 8000 دونم
السكان:
قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي 350 نسمة وعام 1945 حوالي 650 نسمة ، كان سكان القرية من المسلمين ولهم مسجد يقيمون فيه الشرائع الدينية كما وتم تأسيس ، مدرسة للقرية عام 1888في العهد العثماني وكان أعلى صف فيها عام 1932 – 1943 الصف الرابع الابتدائي.
الحياة الاقتصادية :
- ملكية الارض: فلسطيني 6,656 تسربت للصهاينة 0 مشاع 5,949 المجموع 12,605
- إستخدام الأراضي عام 1945 و نوعية المساحة المستخدمة (دونم): مزروعة بالبساتين المروية 1,503 مزروعة بالزيتون 845 مزروعة بالحبوب 4,422 مبنية 50 صالح للزراعة 5,925 بور 6,630
كان أهل عين حوض يعتاشون من تربية المواشي وزراعة الحبوب والزيتون. وكانت أشجار الزيتون تغطي مساحة 845 دونما من أراضي القرية, في سنة 1943 وكان بعض محصول الزيتون يعصر في معصرة يدوية. وكانت القرية معروفة في الجوار بخروبها الذي كانت له نكهة خاصة, ويصنع الدبس منه. وكانت أشجار الخروب تغطي مساحة واسعة من الأرض. وقد غرست أيضا أشجار الكينا والصنوبر في أراضيها.
كان سكان القرية يبيعون منتوجاتهم التي كانت تشمل القمح والخروب والسمسم, في حيفا وعكا, وكانوا أيضا يبيعون حجارة البناء التي كانت تجلب من ثلاثة مقالع, وكذلك الكلس, كان ما مجموعه 4223 دونما مخصصا للحبوب, و 1503 دونمات مروية أو مستخدمة للبساتين ،كان سكان القرية يبيعون منتوجاتهم في حيفا وعكا ، ويعتاشون من ذلك وكانت خربة حجلة ( 149232) وهي تقع الى الجنوب الغربي من القرية, تحوي أسس أبنية وحجارة منحوتة وصهاريج منقورة في الصخر.
الحياة الاجتماعية :
اصل اهل القرية :
يعتقد أهالي عين حوض أن تاريخ البلدة يعود إلى "أبو الهيجا " وهو أحد القادة المشهورين الذين جاءوا مع حملة صلاح
الدين الأيوبي لاستعادة الأراضي المقدسة من أيدي الصليبيين، ويقال انه عندما كانت تطول مدة حصاره لأحد المواقع
الصليبية، كان أبو الهيجا يغادر الموقع تاركا وراءه أحد أبنائه وبعضا من جيشه ويتجه إلى موقع أخر وهناك من يقول أن. آل أبى الهيجاء هم من جدٍ واحد وكلهم يرجعون إلى الحسين بن علي بن أبى طالب كرم الله وجه , ويظهر هذا النسب في شجرة الحسين بن علي .
عرف من عين حوض بان سكانها كانوا من نسل رجل تقي، وأصبحت القرية مركزا لتلقي العلاج
من الأمراض التي كانت تصيب أطراف الإنسان، حيث كان يؤمها الناس من جميع المناطق وكان يعرف هذا العلاج باسم
طب الريح.
كما يشارك أهالي عين حوض غيرهم من المواطنين في الجليل لهجمتهم المميزة، فهم يؤنثون عند جمع الكلمات)(مثل هنه
بدلا من كلمة هم)، أما عن ملابسهم فلم تكن تختلف عن ملابس القرى المحيطة مثل القمباز، وارتكزت العلاقات بين عين
حوض والقرى المجاورة على التزاوج والنسب بين السكان
عائلات القرية :
يعود اصل كل اهل القرية لعائلة ابو الهيجاء للشيخ سعيد الكوكباني الذي انجب اربع اولاد هم :
1- الشيخ إبراهيم سليمان أبو الهيجاء.
2- الشيخ عبد الرحيم سليمان أبو الهيجاء .
3- الشيخ أحمد سليمان أبو الهيجاء .
4- الشيخ الحاج سليمان بن الشيخ سليمان ابو الهيجاء .
المساحة "المضافة"
كما هي الحال في معظم التجمعات السكانية في القرى ,فإنه يكون هناك مكان يلتقي فيه رجال كل حمولة من الحما يل وهو المضافة .
فالمضافة عبارة عن قاعة كبيرة لها فسحة واسعة تتسع لمعظم رجال الحمولة الذين يجتمعون فيها في أوقات فراغهم و سهراتهم ومناسبتهم المختلفة ولها بعض الأروقة كي تتسع لجميع أفراد الحمولة نظرا لعدم وجود فنادق في القرية , فقد كانت مكانا لضيوف جميع أفراد الحمولة كما و إنها تعتبر مأوى للمسافرين والغرباء الذين يمرون بالقرية وقد كان للمضافة مكانة في نفوس أهالي القرية إذ تعتبر عنوانا لكرامتهم وعزتهم حيث تفتخر كل حمولة بكثرة زوارها من الضيوف والمسافرين و غيرهم . وهي كذلك ملتقى لرجال القرية وبذلك يكونون على إطلاع يومي تقريبا بأحوال بعضهم البعض و أخوال القرية .
خدمات المضافة :
للمضافة دور رئيسي في تماسك أبناء القرية و الحمولة حيث تعتبر رمزا لهم ويبرز دورها في مجال الخدمات التالية :
- ملتقى يجمع أفراد الحمولة ليقضوا فيها أوقات فراغهم بعد الانتهاء من عناء العمل طيلة اليوم . حيث التسامر مع الأقارب وأبناء الحمولة ولم تكن هذه السهرات تقتصر على التسامر والحديث بل تتعداها إلى عدة ألعاب يمارسونها في سهراتهم إلى ساعة متأخرة من الليل ومن أشهر الألعاب التي كانت تمارس لعبة السيجة .
- وقد كانت المضافة كذلك ملتقى بين أفراد الحمولة لبادل الرأي والمشورة وقد كانت تعقد فيها جلسات القضاء العشائري لحل الخلافات والمشاكل المحلية والخارجية .
- وهي كذلك كما قلنا سابقا مكانا لاستقبال ضيوف الحمولة .
- وفي المضافة كانت تقام ليالي السهر والسمر للأفراح وكان يتم فيها تقديم طعام العرس و الطهور وإكرام أهل المتوفى .
* المضافة وبشكل عام مكان شرب القهوة الصباحية و المسائية مع العلم أن مستلزمات القهوة من الحطب وكاز وماء وكل ما تتطلبه الضيافة كانت توزع بالدور على أبناء الحمولة , ويقال لهذا الدور ( الوقدة).
*وتعتبر المضافة المنتدى الثقافي للقرية حيث كان يتم فيها استقبال الوافدين من الشعراء الذين ينشدون أشعارهم على الربابة بالإضافة إلى شعراء القرية , حيث كان الشعراء يروون قصص كليب و الزير و كذلك القصص البدوية التي تحكي عن الشرف و النخوة و شجاعة نمر العدوان .
لقد كان لكل حمولة مختار يدير شوؤن الحمولة ويكون مسوؤلا عن قضاء مصالح الحمولة و كذلك عن الخلافات التي تقع بين أفراد الحمولة أو بين عائلة أو حمولة أخرى وذلك بمساعدة وجهاء القرية ودون اللجوء إلى القضاء .
أما مختار القرية كاملة فقد كان يعين من قبل السلطة و ذلك بتنسيب من أهل القرية .
العادات في المناسبات الاجتماعية :
عادات الأفراح :
العرس :
إن التشابه قائم بين قرية عين حوض وباقي قرى الأخرى في العادات المتوارثة في الزواج , حيث يختار الشاب شريكة حياته في سن مبكرة , معظم الشباب يتزوجون قبل بلوغ العشرين سنة من العمر .
وعندما يعين الشاب الفتاة التي يريدها , وبعد التشاور مع والده ووالدته بقوم أحد أقارب العريس أو الأصدقاء ويكون محبوبا و مقبولا لدى والد العروس ويطلب يد العروس للشاب في خلوة بين الاثنين , و إذا تمت الموافقة يتفق على المهر المقدم والمؤجل ومتطلبات العرس .
وعند القبول يتفق على موعد الخطبة فتحضر الجاهة من شيوخ ووجهاء القرية ومن الأقارب وتقصد بيت والد العروس في الموعد المحدد , حيث يقوم بالحديث أكبر الموجودين سنا وقدرا يطلب يد من والدها , وما أن يعلن والد العروس الموافقة العلنية أمام الجميع , يبدأ الحديث في الفيد ( المهر.
إذا يطلب الوالد مبلغا كبيرا من المال ثم تنقصه الجاهة لله و لرسوله و للجاهة الكريمة حتى يصل إلى المبلغ المتفق عليه , ثم بعد ذلك يتم قرأه الفاتحة وتبدأ الزغاريد و الأهازيج والتهاني والتبركات , ويعين بعد ذلك موعد تقديم الشبكة وتوابعها . ومن ثم يتم الاتفاق على موعد عقد القران ويوم الزفاف , وعند موعد الزفاف يدعى أهل القرية و الحمولة , وتقام الأفراح في بيت العريس للنساء وفي الساحة ( المضافة ) للرجال لمدد مختلفة تراوح بين أسبوع إلى أثنين وذلك حسب قدرة العريس المادية , حيث تقام السحجة والسامر وتغنى الأغاني والأهازيج . وفي أخر ليلة من الأفراح من تذهب النسوة إلى منزل العروس ومعهن في جو غنائي يغنين للعروس وجمالها وصفاتها ويقمن بحناء يديها ورجليها في جو غنائي راقص . وفي صباح يوم الزفاف يقوم بعض أقارب العريس و أصدقاءه بأخذ إلى منزل أحدهم , حيث يحضر الحلاق هناك وبعدها يدخل العريس الحمام في جو غنائي من قبل الشباب .
وعند الظهر يقدم والد العريس طعام الغذاء الذي يكون قد حضره للحمولة وأبناء القرية من المعازيم , بعدها يقوم أبناء الحمولة والمعازيم بنقوط العريس – والنقوط عادة يكون مبلغ من المال ويعتبر مساهمة من أهل القرية و الحمولة في العريس على مواجهة تكاليف الزواج – وفي موعد الزفاف تكون العروس قد تزينت ولبست ثوب العرس وتضع على رأسها ووجها منديلا" شفافا , وتلبس فوق الثوب قمبازا مخططا بخطوط ذهبية , ويركب كل من العريسين جوادا" وتبدأ عملية الزفة تخترق طرقات القرية ويكون بيد العروس سيفا تحمله بشكل عمودي أمام وجهها وصدرها . وأثناء ذلك تقوم النسوة بالغناء كما يقوم الرجال أيضا بالأغاني الخاصة بالزفة – والتي سنقوم بتوضيحها في موضوع الغناء الشعبي من هذا الكتاب – حتى يوصلوا العروسين إلى بيت العريس . في هذا الوقت يكون قد تم عمل طعام خاص للعروسين , فتحمل النسوة الباطية مملوءة بالأرز المغطى باللحم إلى بيت العريس , وفي اليوم التالي يقوم أهل العريس و أهل العروس بزيارتهما للمباركة ويتناول طعام الغذاء أو العشاء في جو عائلي
الأغاني الشعبية :
وكانت تتمثل في أغاني الدبكة والسامر ( السحجة ) والقصص المحكية المؤادة بأسلوب
ساخر لطيف , وغير ذلك من التمثيليات الحركية البسيطة وخصوصا " في نهاية السهرة :
السامر ( السحجة ) :
وهو قمة الغناء في سهرات الرجال , وهي كلمة مأخوذة من ( سمر ) وفي اللغة السامر هم الجماعة من الحي يسمرون ليلا" . ففي السامر يقف جماعة من الرجال في شبه نصف دائرة , ( وتقف في نصف الدائرة امرأة ملثمة تسمى الحاشي حيث تكون ترقص وتلعب بالسيف أمام السامر ) وفي هذه الأثناء يكون البدّاع مواصلا" أهازيجه وقد تكون القصيدة غرامية أو ملحمية تخلد حادثة وكلما أورد البدّاع بيتا" رد عليه السامر بقواهم
يا هلا به يا هلا يا حليفي يا ولد أما في بعض القرى ا لأخرى ذات الطابع العربي فيرددون بقولهم
يا حلالي يا مالي يا ربعي ردوا علي
ويبدا السامر عادة بهذين البيتين :
أول مابدا البادي صلوا ع النبي الهادي
أول ما بدينا نقول صلوا ع النبي الرسول
ويكرر الفريق الأول و الثاني ذلك . أما طريقة الأداء فهي :
يقول الفريق الأول شطرته الأولى اليمنى ويرد عليه الفريق الثاني بشطرهم الثانية أيضا " ويكرر ذلك , ثم يرد الفريق الأول لتكملة بيتهم الشعري بقول الشطر الأيسر ثم يكمل الفريق الثاني بيته الشعري بقول شطرته اليسرة .
ومن أبيات شعر السامر :
يا رايحين ع النبي وش وصفة حجارة يا سعد مين راح ل بيت النبي وزاره
يا رايحين ع النبي ياله عليه يا عليه أفضل سلامي على حجاج بيت الله
يا ريحين ع النبي وش وصفة القبة يا سعد مين راح ل بيت النبي وحبه
يا رايحين ع النبي وش وصفة المفتاح يا سعد مين راح ل بيت النبي وارتاح
الفاتحة للنبي والخضر أبو العباس الفاتحة للنبي تحفظ جميع الناس
يا أحباب يوم سمعنا فراحكم جينا من خوف هرج العتب والدرب ترمينا
لو لا المحبة عل الأقدام ما جينا و لا دهسنا الحصى والشوك ب جرينا
مسيك بالخير يالي جيت متعني مسيك بالخير ميل ما عليك مني
ومن أغانيهم في السامر أيضا " :
يا بنت شيخ العرب يا أم العبادة اسودا وأبوك شيخ العرب حاكم على العوجا
يا بنت شيخ العرب يا أم العباه ازرقا و أبوك شيخ العرب حاكم على ازرقا
وش جابك يا غزال البر وحداني شقاق ع بلادكم مالي غرظ ثاني
ويش علم العبد يرقد في منام سيده يستأهل الذبح بعد الذبح قطع ايده
السيف بطال وللي ناقله بطال وش علمك ع المراجل يا ردي الخال
ومن القصص المغناة قصيدة ( يا حلالي يا مالي (
يا حلالي يا مالي يا ربعي ردوا عليه
وابشر بللي تريده ............................................. لازمة القصيدة
الله يجير أبو ( فلان ) من هال سنين الردية
وابشر باللي تريده
يوم يطلع المنسف يصدر الثمنمية
وابشر باللي تريده
بعـني ي الرز مفلفل تقول جبال ومبنيه
وابشر باللي تريده
الله يمسيكم بالخير ضيوف ومع محلية
وابشر باللي تريده
ومن أغاني الرجال في السهرة :
شباب قوموا العبوا والموت ما عنه
العمر شقيحة قمر ما ينشبع منه
يا قاعد ع الرجم هلك ينادونك
قلبي يحبك حسن هلي ما يريدونك
أغاني الرجال في السهرة :
أما فيما يتعلق بأغاني زفة العريس من قبل الشباب , فهناك العديد من هذه الأغاني وعادة هناك شخص بّديع أو أشخاص يتناوبون على قيادة الزفة وهم ممن يحفظون الأبيات ومن هذه الأغاني :
يا عين الصلاة ع النبي
والورد فتح للنبي
كرمال محمد وعلي
محمد زين وذكره زين
محمد يا كحيل العين
محمد خاطبه ربه
جمعة وليلة الاثنين
محمد زين وذكره زين
محمد يا كحيل العين
شمه ولمه هال ريحان شكل منه العرسان
لا زرع ورده وبيتنجان كله ع شان العرسان
إتلولحي يا دالية يام اغصون العالية
اتلولحي عرضين و طول اتلولحي ما اقدر أطول
أحضر يا قرن البامي صواطفة وروسها حامية
أحمر يا زر البـندورة جبنا العروس الغـندورة
ثم يغير البديع القول إلى مدح العريس .
ثم يغير البديع القول إلى الحماس فيقول :
حنة عقيل الحنة الحنة ضرب السيف يلبق النا
حنة عقيل يا بو صالح واحنا رجال م بنصالح
نخ يا جملنا يا بو كف محنا
هونا واربط باب الدار تطلع بنت المختار
هونا واربط باب الدير يلي شعرك شعر خيل
آه يا ضرب الشباري في العدا والدم جاري
آه يا ضرب السيوف في العدا والعين الشوف
يا ويل اللي يعادينا على في الميدان يلاقينا
يا ويل اللي نحاربو بالسيف نقطع شاربو
يا بو جديلة منهله الموت اخير من الذلة
يا بو جديلة يا رفراف اذبح واسلخ لا تخاف
هي حبسة وجوز كتاف
قبيل وصول الزفة إلى بيت العريس يعود البديع إلى مدحه مرة أخرى :
عريسنا زين الشباب زين القمر عريسنا
عريسنا ريتك تدوم مثل القمر بين النجوم
عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا
سلامة بالسلامة روحنا بالسلامة
مين يبشر هلي روحنا بالسلامة
أنموذج من المواوة :
وكان يتخلل الزفة بين فترة وأخرى – وخاصة عند كل تغيير يقوم به البديع من لحن لأخر – صوت مرتفع لشخص يعلو أعناق الرجال بالمواوة ويسمى العريف . فيقول فيما يدل على الصداقة و الوفاء مع الحليف :
يا صحبي ما بخليلك يا واو ما دام كيفي براسي
لاسحب سيفي واباريك من فوق حمرا خماسي
ويردد الجميع .............. عفا الله هو هووه
أما في مجال الترحاب بالضيوف فيقول :
يا مرحبا" روح المال يا واو والتا يه اللي براسي
روحت بابو محمد ع البلد يا ويلكو يا لأعادي
عفا الله هو هووه
فيقوم أحد الضيوف بالرد على هذا الترحاب فيقول :
الرفق ما هو بهز الكتاف يا واو و لا بشرب القهاوي
يالا بطعنات الرماح يحتار منها المداوي
ومن الأغاني التي كانت تغنى في سهرة الرجال :
شباب قوموا العبوا الموت ما عنه
العمر شقيحة قمر ما ينشبع منه
يا قاعد ع الرجم هلك ينادونك
قلبي يحبك حمد هلي يريدونك
ودي أقول الصدق و رب السما شاهد
قلبي و قلبك سوا مفتاحهن واحد
الطهور :
يتم ختان الولد في جو بهيج في المضافة وكثيرا ما يقوم شباب ونساء الحمولة بعمل زفة للولد المنوي طهوره . وأغاني خاصة بمناسبته .
عادات الأتــــــراح :
ما أن يعلن عن وفاة أحد أفراد القرية حتى يسارع أهل القرية القاصي و الداني
إلى منزل , يواسون آل الفقيد فيمن يكون له شرف إكرام أهل المتوفى وعمل
النقيصة أو( الطقة) . ولكن العادة الدارجة في ذلك العهد تقضي أن تقوم الحمولة
متعاونة متكافلة في هذا الإكرام , وبعد ما تتم مراسم الدفن ذهب الجميع إلى
مكان الطقة.
*العزاء والمواساة : يتقبل أهل الفقيد من الرجال العزاء في المقبرة وبعد الدفن وبعد ذلك يتم تقبل العزاء في الساحة , والنساء في منزل المتوفى وذلك لمدة ثلاث أيام .
*التهليل : في اليوم الثاني أو الثالث من العزاء يقوم أهل الفقيد بدعوة الأقارب و الأصدقاء من الرجال والنساء , حيث يكون الرجال والنساء منعزلين عن بعضهم البعض , ويبدءون بتلاوة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل والدعاء للميت بالرحمة . ويعقب ذلك وجبة من الطعام .
*الخميس الأول / فك حنك :
في مساء يوم الأربعاء الأول للوفاة تقوم النسوة بعجن كمية من العجين وذلك لعمل أقراص من الزلابية توزع على الأقارب والأصدقاء والجيران بشكل محدود .
وفي الخميس الثاني : ففي صباح الخميس الثاني لوفاة يقوم أهل المتوفى وأقاربهم بعمل الزلابية وتوزيعها في ساحات القرية صدقة عن روح الميت .
• الأربعين للوفاة : ويعتبر اليوم الأربعين نهاية الحداد لأهل المتوفى , وفي هذا اليوم تذبح الذبائح وتعد وليمة كبيرة يدعى إليها أكبر عدد ممكن من الذين شاركوا في التشييع والعزاء ويقوم بذلك أهل الفقيد .
عادات اجتماعية:
توارث أهل القرية الأخوة الحقة والتعاون البناء والشعور الأسري الواحد ونتج عن ذلك عادات حميدة منها:
- أداء فريضة الحج : عندما يعلن الفرد عن نيته في السفر لأداء فريضة الحج , يقصده الأقارب والجيران و الأصدقاء مودعين ومتمنين له العودة سالما , كما يقدمون له بعض المساعدة المالية , وعند عودة الحاج يأتون مهنئين ومباركين ويقوم الحاج بتوزيع الهدايا للأهل و المهنئين .
- العودة من السفر :
عندما يعود المغترب من السفر بعد غياب يستقبله العديدون مهنئين حامدين الله على سلامته , وتبدأ الولائم حيث ينتقل من ساحة إلى ساحة .
- فطور رمضان :
ما أن يأتي شهر رمضان المبارك حتى يتبادل أهل القرية التهاني مباركين وفي المساء من كل يوم وعند موعد الفطور يجتمع رجال وشباب كل حمولة في المضافة التي ينتمون لها , حاملين معهم ما تجود به النفس وما يتوفر من طعام وتسمى هذه العملية ( الخروج .
- يوم العيد :
كان يوم العيد يوم فرح وغبطة وسعادة , ينتظره الكبير والصغير , وتحضر الحلوى وتذبح الذبائح والأضاحي , ويهتم الجميع بصلة الرحم , وتكون فيه معايدة النساء و الأطفال بمبالغ من المال .
- عادات البناء :
إذ ا ما أعلن أحد أهالي القرية عن بدء بناء له , حتى يهب معظم أهالي الحمولة لمساعدته في البناء .
- العونة :
العونة صفة ملازمة لأبناء القرية , فكما رأينا مساعدة أهالي القرية والحمولة في البناء , يقومون أيضا في مساعدة ذويهم و أصدقائهم في موسم الحصاد وجني الثمار .
لم تدمر القرية وانما باتت منذ سنة 1954 قرية للفنانين ، وقد تحول مسجدها الى مطعم ومقصف تحت اسم ( بو نانزا ) وسميت باسم مستعمرة ( عين هود ) ، وما زال سكانها المسلمين يسكنون واحد كيلومتر من عين حوض .
تم الإعتراف في القرية من قبل السلطة الإسرائيلية ، ولم يجري أي تنفيذ لهذا الإتفاق ، وما زالت القرية تعاني قلة المشاريع وعدم تنفيذ أي مشروع فيها حتى يومنا هذا ، وما زالت أيضا تعيش حياة بدائية حيث تستعمل مولدات كهربائية للإضاءة واضافة الى ذلك الطرق الغير معبدة حتى يومنا هذا .
وضع المسجد الحالي :-
يعتبر مسجد عين حوض من مساجد القرى المهجرة التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا ، وقد ابعد الطابع الديني للمبنى وحول المسجد إلى مطعم لاحد سكان مستعمرة عين هود اليهودية .
كما وقاموا بتغيير المسجد من الناحية المعمارية حيث أزيلت الواجهة الفاصلة بين المسجد والغرفة التابعة له وبما ذلك المحراب الذي كان في هذه الواجهة لتوسعة المكان ، واجري أيضا تغيير في أبعاد واهداف بعض النوافذ والأبواب ، ومن النوافذ حولت إلى أبواب واغلق قسم منها ، وغيرت مقاساتها .
أُلْحق في المبنى إضافة صغيرة من الجهة الشمالية واستعملت كمطبخ ومراحيض .
ما زالت حجارة الأساس ظاهرة للعيان ، وكذلك الدرج الذي يوصلنا إلى سقف المسجد ، فالمبنى من الناحية الهندسية لا يزال متماسكاً وصلباً نظراً إلى المحافظة عليه من قبل أصحاب المطعم .
وما زال أهالي عين حوض يذهبون إلى المسجد فقط للذكرى ، ينظرون إليه متشوقين للصلاة بداخله ، يتذكرون أيامهم التي مضت وانتهت بتاريخ قاصي يعانون ظلمه وقساوته .
حدود المسجد :-
جنوبا : مقبرة إسلامية .
شرقا : مقبرة إسلامية .
شمالا: طريق .
غربا : طريق
القرية اليوم
لم تدمر القرية وإنما باتت منذ سنة 1954 قرية للفنانين. وهي مصنفة موقعا سياحيا. وقد تحول مسجدها الى مطعم ومقصف تحت اسم ( بونانزا). أما الأراضي المحيطة بالموقع فمزروعة, وتستخدم الغابات المجاورة متنزهات. وأما أؤلئك القليلون من سكان عين حوض الذين لم يغادروا البلاد لاجئين, فقد مكثوا في الجوار وبنوا قرية جديدة سموها عين حوض أيضا. ولم تعترف الحكومة الإسرائيلية بهذه القرية قانونيا لذا حرمت الخدمات البلدية كافة( كالماء والكهرباء والطرق). في السبعينات نصبت الحكومة الإسرائيلية سياجا حول القرية الجديدة لمنعها من التوسع, وهددت في سنة 1986 بتدمير ثلاثة من منازلها. وقد بنى سكان عين حوض الجديدة, وعددهم 130 نسمة, مسجدا وهو ابن أحد زعماء القرية القديمة, القرية الجديدة في صارعها للحصول على الوضع البلدي
إلا أن بيوت القرية استُغلت لإقامة قرية للفنانين سنة 1953 على يد مؤسسها مارسيل يانكو الملقب " دادا" وسُميت بعين هود .لقد كانت فكرة الفنان إقامة القرية في بيوت قرية عين حوض كونها توحي له بمنظر البيئة الاسرائيليه القديمة منذ ألفي سنه !!! كون عمارة القرية من الصخر الجيري, العقود , الأزقة, بساتين الزيتون والتين والرمان وجدران الصبر و الأحراش الطبيعية الخلابة من حولها وموقعها الجغرافي, جعل من هذا التمازج بين مكوناتها مكان مثالي للإلهام الفني, وحلم كل فنان أن يقيم في هذا المكان. فان وحي الفن يستقر في مثل هذه القرى. ويا للعجب فان من صاغ وأبدع هذا الفن فلاح صقلته الحياة في ابسط مكوناتها جل همه أن يعيش تحت سقف بناه بيديه ليؤويه. يكدّ في النهار وينام في الليل حتى يوفر القوت لعائلته, غير انه لا يعلم ما يخفيه له القدر.
إن تدخل القرية اليوم تجد أن الزمن توقف هنا منذ ثلاثة وستين عام, البيوت هي ذاتها الحوش,الازقه والدرج ,المدرسة, معصرة الزيتون, المسجد (أصبح اليوم مطعم) ,حتى الأبواب وألوان البيوت الأزرق النيلي والأبيض. كل شيء يرمم أو يجدد كيفما كان حين هُجّر أصحابها والهدف لإرضاء وحي الفن فلا يغادر .
عين حوض الجديدة :-
عين حوض ( الجديدة ) أو قرية أبو حلمي
القرية الأولي المستحدثة قبيل النكبة بقليل
أقيمت عين حوض الجديدة ضمن أراضي عين حوض الأم ,في منطقة كانت تسمي منذ القدم (الوسطاني) وكانت غابة ضمن غابات عين حوض الشرقية وكان شيوخ عين حوض يعرفون حدودها وامتدادها في كل جهاتها .
ولأن مساحة الغابات كبيرة ويصعب السيطرة عليها بحكم وقوعها على حدود قرى مجاورة كثيرة أهمها دالية الكرمل واجزم والمزار والطيرة فقد فكر كبار القريةبتخصيص جزء لكل أسرة من أسرها الحمس لأن عائلة أبي جودة لم يكن من حقها أن ترث لأن حدها مصطفي يوسف لايحق له أن يرث وزوجته جدتنا آمنه رحمها الله لم يكن من حقها أن ترث في الجبل أي في الغابات ,ولذلك قسموا الغابات أقساما خمسة ,خصصوا جزءاً لآل عبد الرحيم وجزءا ثانيا لآل احمد وجزءا ثالثا لآل ابراهيم وجزءا رابعا لآل الحاج سليمان وجزءا خامسا لآل علي لأن جدنا الأول وهو الشيخ سليمان أوصي بان ترث ابنته آمنة خمس أراضي القرية .
حاول بعض الرجال استصلاح الغابة وقطع بعض الأشجار وزراعة الأرض لكن المستصلح منها كانت مساحته قليلة أوصغيرة لأن الغابة واسعة جدا وبحاجة الي مجهود كبير ولأن آلات القطع غير متوفرة ولأن الأشجار تنبت بسرعة كبيرة .
وخصص الجزء الاول لآل عبد الرحيم و هو منطقة الوسطاني فقاموا وبكل طيب نفس بإعطائها الى أبي حلمي لأنه كان يملك استعدادا أكبر لاستصلاح الأرض فأسرته مكونة منه ومن زوجته ومن ولدين متزوجين والثالث شاب أعزب أما الرابع فكان ما زال في سن الطفولة
عمل أبي حلمي بكل جد واجتهاد واستصلح مساحة طيبة زرعها بالأشجار المثمرة وحفربئرا واحدا سسنة 1936 ورخصته بريطانيا وسكن في المنطقة يحرس أرضه وأشجاره وحيواناته التي رباها في المنطقة الى جانب جملين أو أكثر لنقل جذوع الاشجار وإبعادها عن مزرعته ,وتقدم بطلب الي حكومة الانتداب لترخيصها فوافقت وطلبت منه تلبية بعض الشروط ويبدو أن الرسوم المطلوبة يومذاك كانت أكبر من قدراته المالية خاصة وأنه أنفق الكثير في عملية الاستصلاح . فتلكأوانتظر حتي تتيسر الأمور وجاء الاحتلال وجعلوا المنطقة منطقة احتلال عسكري وبالتالي فانها لن تصدر له ترخيصا أوسند ملكية .
زرت المنطقة في صغري وكنت في الخامسة من عمري عندما كنانلجأ الي الوسطاني مع الأهل ونختبئ في الكهوف التي تكثر في هذذه المنطقة خاصة وداي المغر بالقرب من منطقة حجلة الخربة التي مازالت آثارها موجودة وكان الدروز يسكنون فيها قبل قتلهم السيدة آمنة بنت الشيخ سليمان أو حفيدته ثم هربوا إلى الجولان بعد ذلك .
وعدت لزيارتهاسنة1975 بعد أن كانت القرية قد امتدت جذورها في الأرض وكثر ساكنوها من أحفاد أبي حلمي لأن زوجتي أم مجدي هي حفيدته وكانت قد هاجرت مع جدها لأمها مختار عين حوض ( أبو محمود أحمد محمود عبد الغني ) سنة 1948 ولم تر والديها وإخوتها وأهلها حتي أغسطس 1969 , فقد خرجت طفلة وعادت ومعها بنتان وولد هم أبنائي نوال – و مها- ومجدي .
إن عين حوض الجديدة قرية صغيرة بمساحتها وعدد سكانها وإمكانياتها. نعم إنها صغيرة العدد لكنها قوية الشكيمة صلبة الإرادة ,قرية يملأالامل صدور شبابها وعيون صغارها وأنهم يعرفون أنّهم لا ينفعهم إلّا صبرهم وإقدامهم علي العمل والصراع في سبيل الحياة الكريمة .
لقد زرت هذه القرية العظيمة فسرني بهاؤها وأسعدني حب اهلها للعمل وصراعهم في سبيل تقدمها. إنهم يتعلمون ويدرسون ويعملون ويسافرون في سبيل العمل والعلم ولايتركون فرصة إلّا اقتنصوها من اجل تثبيت أبنائهم في أرضها وزرع القوة والصمود في سبيل الحفاظ عليها .
كان مثلهم في ذلك جدهم أبو حلمي رحمه الله وأبو جميل رحمه الله وكانت جدتهم أم حلمي وأم جميل من النماذج العظيمة المكافحة الصامدة وهما اللتان وقفتا الي جانب زوجيهما في تنظيف الأرض وتسهيلها وزراعتها وحرثها وسقيها ولكن الله سبحانه لم يقدر لهما الحياة الطويلة فماتت أم حلمي سنة 1975 ولحقتها أم جميل سنة 1977رحمة الله عليهما وقد دفنتا في مقبرة عين حوض الجديدة غرب القرية قريبا من البئر الذي حفره أبو جميل سنة 1936 ليكون الماء في متناول يده يسقي شجره وأغنامه وخيله وجماله .
وهكذا أصبح سكان القرية عدة عائلات هي :
1-المرحوم ابوحلمي وزوجته أم حلمي.
2-المرحوم أبو جميل حلمي محمد محمود عبد الغني وزوجته ام جميل .
3-أبو عاصم عبد الحليم وزوجته ام عاصم أطال الله في عمريهما
1- المرحوم عبد الرؤف وزوجته أم محمد أطال الله عمرها .
2- المرحوم عبد الغني وزوجته أم منير شفاها الله وأطال عمرها .
3- المرحوم أبوكايد محمود عبد الهادي وزوجته أم جهاد رحمهما الله .
4- أبو مراد علي محمود عبدالهادي وزوجته أم مراد أطال الله في عمريهما
5- المرحوم أبو أحمد يوسف محمود عبد الهادي وزوجته المرحومة أم أحمد رحمها الله
ثماني أسريجمعهم الدم الواحد والأمل الواحد والحب الواحد والأصل الواحد و قلوبهم مترابطة وأهدافهم واحدة وكلهم يأتمرون بأمر رجل واحد هو المرحوم أبو حلمي .
فقد امتد العمر بأبي حلمي حتي سنة 1982 بعد أن رأي بام عينيه أن أمله بالعودة الى عين حوض أصبح غير ميسر فقرر تثبيت أسرته وأرضه الوسطاني ورأى بنيانها يتسع ويمتد ويتجدد ووقف بكل شموخ وإباء أمام أطماع المحتل الذي حاول مرات عديدة أن يقنعه بترك القرية مقابل شقق أو منازل صغيرة في منطقة أخرى وحاول أحيانا هدم بعض البيوت لأنها بنيت خارطة البلد التي رسموها في الخمسينات من القرن العشرين وكان قبلها قد رأى المحتل يضيق عليه الحصار باسلاك شائكة من جميع جهاتها حتى لاتتوسع قريته الجديدة انتقل الى جوار ربه بعد أن بنى واسس مدرسة في القرية وأصبح أحفاده يدرسون في هذه المدرسة ,ورأى المعلمين وهم ياتونها في الصباح ويغادرونها في المساء بعد أن نيروا عقول أحفاده وحفيداته لأن المدرسة لقلة عدد طلابها وطالباتها كانت وما زالت مختلطة وكلهم ينتمون وينتسبون في النهاية الى أبي حلمي.
وقبل أن يرحل عن هذه الدنيا كان قد أقام ديوانا واسعا له مسجد كانوهم في الصلوات الخمس مع أبنائه وأحفاده وضيوفه ثم أوصى وبعد ذلك أن يحوله أبنائه الى مسجد . والقادم إلى القرية من جهة الغرب يشاهد مأذنه عالية هي المأذنه التي أقامها أبنائه بعد وفاته وقد علمت من أحفاده أنه قد اتفقوا على توسعة الجامع ليتسع لعدد كبير من أحفاد أبي حلمي وضيوفهم أيام المناسبات في الأعياد والتعازي وغيرها بين إقامة الصلوات خاصة يوم الجمعة المباركة بكل اطمئنان وراحة رحل عن هذه الدنيا وقد اطمئن إلى أن أحفاده وحفيداته يعالجون في المركز الصحي الواقع في المستوطنة القريبة .
رحل عن هذه الدنيا بعد أن رأى أن قريته قد أصبح لها طرق تربطها بعين حوض وحيفا ودالية الكرمل وهي طرق كانت غير معبدة لكن الطريق الذي يربطها بنير عتسيون وعين حوض الأم قد عبد وأصبح السفر عليه سهلا ميسرا .
رحل عن هذه الدنيا وقد رأى أن خدمات المياه قد وصلت الى بيوت أبنائه وأحفاده وبناته وحفيداته وكذلك خدمات الكهرباء وخدمات الاتصالات الهاتفية وإن كانت بطرق حديثة .
رحل عن هذه الدنيا وفارقها تاركا الأمانة في عنق ابنه الأكبر أبي جميل فحمل الأمانة وحافظ عليها وحمى القرية وأهلها وأرضها ووسعها حتى أصبح لها من بهاء ورونق تعجب المرء وتسر قلبه ويريح نظره وبصره فيرتاح لبه وعقله .
عين حوض (الجديدة ) أو قرية أبي حلمي(1):
القرية الأولى المستخدمة قبيل النكبة بقليل أقيمت عين حوض الجديدة ضمن أراضي عين حوض الأم أو منطقة كانت تسمى منذ القدم الوسطاني وكانت غابة ضمن غابات عين حوض الشرقية وكان شيوخ عين حوض يعرفون حدودها وامتدادها في كل جهاتها.
ولأن مساحة الغابات كبيرة ويصعب السيطرة عليها بحكم وقوعها على حدود قرى مجاورة كثيرة أهمها دالية الكرمل وإجزم والمزار والطيرة فقد فكر كبار القرية بتخصيص جزء لكل أسرة من أسرها الخمس لأن عائلة أبي جودة لم يكن مدرجا أن ترث لأن جدها مصطفى يوسف لا يحق أن يرث وزوجته جدتنا آمنة رحمها الله لم يكن من حقها أن ترث في الجبل أي الغابات ولذلك قسموا الغابات أقساما خمسة خصصوا جزءا لآل عبدالرحيم وجزء ثانيا لآل أحمد وجزء ثالثا لآل إبراهيم وجزءا رابعا لآل الحاج سليمان وجزءا خامسا لآل علي لأن جدنا الأول وهو الشيخ سليمان أوصى بأن ترث ابنته آمنة خمس أراضي القرية.
حاول بعض الرجال استصلاح الغابة وقطع بعض الأشجار وزراعة الأرض لكن المستصلح منها كانت مساحته قليلة أوصغيرة لأن الغابة واسعة جدا وبحاجة إلى مجهود كبير وآلات للقطع ولأن الاشجار تنبت بسرعة كبيرة وخصص الجزء الأول: جزء آل عبدالرحيم في منطقة الوسطاني فقاموا وبكل طيب نفس بإعطائها الى أبي حلمي لأنه كان يملك استعدادا أكبر لاستصلاح الأرض فأسرته مكونة منه ومن زوجته ومن ولدين متزوجين والثالث شاب أعزب أما الرابع فكان وما زال في سن الطفولة.(2)
عمل أبو حلمي بكل جد واجتهاد واستصلح مساحة طينية زرعها بالأشجار المثمرة وحفر بئرا سنة 1936 ورخصته بريطانيا وسكن المنطقة يحرس أرضه وأشجاره وحيواناته التي رباها في المنطقة إلى جانب جملين أو أكثر لنقل جذوع الأشجار وإبعادها عن مزرعته وتقدم بطلب الى حكومة الانتداب لترخيصها فوافقت طالبة منه تلبية بعض الشروط ويبدو أن الرسوم المطلوبة يومذاك كانت أكبر من قدراته المالية خاصة وأنه انفق الكثير في عملية الاستصلاح .فتلكأ وانتظر حتى تتيسر الأمور وجاء الاحتلال وجعلوا المنطقة منطقة احتلال عسكري وبالتالي فإنها يصدر له ترخيصا أو سند ملكية.
كان يقول لهم : يا أبنائي ويا أحفادي ويا حفيداتي : كلهم من رجل واحد وأم واحدة لا فرق بين واحد منكم والآخر دمكم واحد وقلبكم واحد وأرضكم واحدة والماء الذي تشربون من نبع واحد فكونوا يدا واحدا تردوا بها عن أنفسكم كيد الكايدين وحقد الحاقدين ولؤم اللؤماء وحسد الحاسدين ومكر الماكرين ولا تسمحوا لغريب أن يندس بينكم ولا أن يسكن بين ظهرانيكم افعلوا كما فعل أجدادكم الشيخ اسعيد الكوكباني والشيخ سليمان بن محمد الذي منع من تملك الغريب في بلدكم فحمى أرضكم وبيتكم من الدخول بينكم بالفساد والنميمة وزرع الضغينة ولا أن يعرف سركم فيفشيه الغرباء فيستفيدون من مواطن ضعفكم رحمكم الله برحمته وأيدكم بنصره.
نعود إلى أبي حلمي الذي كان وهو في شيخوخته أبيض البشرة مربوع القامة أزرق العينين يطلق لحييته تدينا وكان وهو يعرف منزلته في القرية التي أنشأها في شبابه واستمر في بنائها وشبابها ورآها وهي تتسع وتعلو في شيخوخته أبيض البشرة مربوع القامة أزرق العينين يطلق لحيته تدينا وكان وهو يعرف منزلته في القرية التي أنشأها في شبابه واستمر في بنائها وشبابها ورآها وهي تتسع وتعلو في شيخوخته كان يعرف أنه أهم مسئولياته هو الحفاظ عليها وعلى سكانها وعلى النهوض بها ولذلك اتخذ الحزم وسيلة في تنفيذ مآربه وأهدافه واستطاع بحزمه هذا أن يحقق ما أراد وأن يرسم طريق الكفاح والنضال أمام الأجيال القادمة وعلمهم أن الصبر خير وسيلة وأن العمل خير سبيل للنجاح في المهمات الملقاة على عواتقهم .
انتقل الى رحمة الله بتاريخ 28/5/1982 عن عمر يزيد عن اثنين وثمانين عاما ودفن في المقبرة التي أسسها في شبابه ورأي الكثير من أحبائه يدفنون فيها منهم زوجته أم حلمي وزوجة ابنه أم جميل وأخيه أبو العبد نعيم وزوجته أم مفلح وبعض أحفاده وكان دائم الترحم عليهم والاستغفار للجميع .
انتقل الى رحمة ريه وكان يتمني أن يري في قريته مخبزا ومعصرة ومكتبة ومقالات .
وظلت عين حوض الجديدة غير معترف بها حتي سنة 1992 وانتقلت بعد وفاتته الى ابنه أبي جميل فحمل الراية وحملها عاليا خفاقة وسار في المقدمة حتى حانت منيته وفارقته روحه في 19/5/2007 وقد أسعده أن أحفاده قد شبواعن الطوق وصاروا شبابا وتزوجوا بعد أن بنوا بيوتهم الحديثة بل أن منهم بني لاحفاد ابنه أبي حكمت (جميل )ورأى كذلك أبناء أخوته أبي عاصم وأبي محمد وأبي منير وابناء أختيه ( أم جهاد) وأم مراد قد ثبتوا أنفسهم وتعلموا منهم وقادوا سياراتهم وساروا في طريق الحيلة بخطى ثابته ورؤوس مرفوعة وجباه بيضاء تسير راضية مرضية والحمدلله رب العالمين.
وأقول بعد ذلك إن محمود عبدالهادي حسين هو ابن عم أبي حلمي وزوج ابنته الكبرى ولايستطيع أي رجل أو اية امرأة أن يفصل بينهما ولذلك أقول لابناء الطرفين كلكم من جد واحد هو عبدالرحيم الذي انجب ثلاثة رجال هم حسين وعبدالغني وعبدالرحمن والثلاثة معا يشكلون آل عبدالرحيم ولمن يريد أن يعرف علاقتي بالجميع أقول له أن أبي حلمي كان يخاطب والدي حسن حسين عبدالرحيم بكلمة عمي وهو الذي زوجه من أم حلمي شقيقة زيدان حسين الابراهيم رحم الله الجميع وجدي حسن حسين عبدالرحيم واخوه عبدالهادي حسين عبدالرحيم اسأل الله للجميع الرحمة ولذريتهم من بعدهم الحفاظ على صلة الرحم وعدم الاستماع الى وشوشة الشيطان إنه نعم المولى ونعم المجيب .
الفراديس:
الفراديس قرية تقع على جبل الكرمل وتبعد عن حيفا 31 كم الى الجنوب منها وتقع على سفح تل من تلال الكرمل وتطل على البحر الابيض شاهقة ممتدة من السهل وترتفع في الجبل وهي قرية قديمة وهي ليست من قرى آل أبي الهيجاء ولكنها أصبحت ملجأ لهم بعد الاحتلال سنة 1948 فعندما طردو من بيوتهم أبقى المحتل قرية الفراديس مجمعا سكنيا للعرب المهاجرين اليها من كل القرى المجاورة وقد زرتها وعرفت حاراتها وسوقها.
وقد سكنها عدد من أبناء عين حوض الأم وعين حوض الجديدة ومنهم جهاد محمود عبد الهادى حسين ومعه أبناءه ومنهم محمود ويعمل مقاولا ومأمون ويعمل مدرسا .
ووضعهم المادي جيد ولذلك اشتروا أراضوبنوا عليها بيوتا خاصة بهم ولجهاد بيت في عين حوض الجديدة يقيم فيه خلال الأيام التي بأتي قيها لزيارة اخوته وأبناء أخوته .
وقد قابلت اثنين من ال داود من عين حوض الام يبدو أنهما رحلا مع اخوة لهم من أبناء داود واستقروا فيها ومنهم الشيخ عثمان حسن وهو قريب مرعي الحسن الذي كان يقيم في مخيم جنين قبل وفاته .
ومنهم كذلك ابن عم الشيخ عثمان محمود داود من آل داود , وقفنا ننتظر الحافلة التي ستقلنا الى القدس وانتظرنا أكثر من ساعة أمام بقالته العامرة قبل أن تحضر فركبناها واتجهنا الى القدس للمرة الثانية والحمدلله .
والعلاقة بين الفراديس وعين حوض قوية لأن صلات النسب بين الاثنين قوية خاصة بعد سنة 1948 وهم يعرفون بعض البعض قبل ذلك بزمن طويل .
وتزوجت ابنتا أبي مراد في الفراديس وتزوجت ابنة مراد شابا منها .
وتزوجت ابنتا أبي حلمي أميرة وسحر في القرية نفسها وكذلك وعد ابنه هشام بن علي محمود عبد الهادي وقد حضرت زواجه وقد ذكرت من البنات اللواتي تزوجن فيها ممن أعرف لكن العدد أكبر من ذلك .
وبسبب هذه العلاقة الوطيدة يزور شباب عين حوض الجديدة الفراديس لزيارة أخواتهم أو أصهارهم يوميا لشراء حاجياتهم أوقضاء مصالحهم فيها وقد زرت القرية مرات عدة منها يوم ان دعاني وزوجتي لاو زوجتي محمود بن جهاد محمود عبد الهادي علي العشاء في يوم الجمعة في 4/6/2010 دعاني محمود بن جهاد وبحضور والده واخوته الى طعام العشاء وقد وجدت منهم استقبالا حافلا ولهم بيت واسع حديث رعاهم الله ووفقهم .
والعلاقة بين أهل عين حوض المقيمين في الفراديس وأهل عين حوض الجديدة علاقة وئام واحترام وهم يجاملون بعضهم البعض بحضور حفلات الزواج والاعياد والتعازي وقد رأيت الشيخ عثمان في عرس ابن سمير عبد الرؤف ورأيت بطاقات دعوة لحضور عرس بن محمو